
احتفالاً بيوم الأسرة العالمي، نظم مركز قطر الاجتماعي والثقافي للمكفوفين حلقة نقاشية حول «الأسرة ووسائل التواصل الاجتماعي - الفوائد والأضرار» بحضور نخبة من المختصين والأكاديميين لمناقشة كافة جوانب القضية بمقر المركز في مدينة خليفة الشمالية.
تناولت الحلقة، التي أدارتها الإعلامية موزة آل اسحاق، الجوانب السلبية والإيجابية لوسائل التواصل الاجتماعي من عدة محاور من بينها: كيف أصبحت وسائل السوشال ميديا جزءا من حياتنا اليومية؟ وهل يمثل شيوع استخدامها ظاهرة سلبية في المجتمع القطري، وما مدى تأثير استخدامها على النشء، كما تناول ضيوف الحلقة التأثيرات الاجتماعية والمهنية لوسائل الاتصال الاجتماعي والتحصيل الدراسي والعلمي وسبل علاج إدمان استخدامها اليومي.
وفي هذا السياق، أكد الخبير الأكاديمي والباحث التربوي محمد غانم أنه لا يجب حصر وسائل التواصل الاجتماعي في إطار التواصل مع الآخرين فحسب، حيث إن لها الكثير من الفوائد، لكن في المقابل لها الكثير من السلبيات والأضرار.
وفسر قائلا إن من أهم إيجابيات وسائل التواصل الاجتماعي سهولة الاتصال واختصار المسافات ونقل المعلومات، كما أنها أصبحت وسيلة لتناقل الأخبار وتوسيع آفاق التواصل والمعارف.
وأشار إلى أن هناك أضرارا وسلبيات لمثل هذه المواقع، أولها مضيعة الوقت دون فائدة، فضلا عن الاعتماد على الأصدقاء الافتراضيين وتشتيت الذهن، خاصة للطلاب الذين أدمنوا الحياة الافتراضية على حساب الأسرة والتحصيل الدراسي والحياة العامة والطبيعية.
بدورها، أرجعت الدكتورة أمل سكيف، المدربة في مجال القيادة والكاريزما، إدمان العديد من المستخدمين على تلك المواقع إلى حب العيش في دائرة الخيال والوهم أكثر من الواقع، خاصة لمن هم في سن المراهقة، حيث الخيال أجمل من الواقع فيبدأون في الانسحاب المجتمعي والابتعاد عن التفاعل الاجتماعي والأسري والغرق في الحياة الافتراضية، مع افتقادهم الحماس لبناء علاقات اجتماعية جديدة، والتفريط بتهاون في العلاقات الاجتماعية السابقة، وهو ما يعني تأرجحهم بين الإفراط والتفريط أي الإفراط في الحياة الافتراضية على حساب التفريط في الحياة العادية.
وشاطرها الرأي في هذا الإطار الدكتور خالد المهندي، اسشاري نفسي، مبيناً ما يؤديه الغرق في الحياة الافتراضية من الانعزال السلوكي عن المجتمع القريب، وهو ما يعني الانشغال عن أداء بعض الواجبات سواء الأسرية أم في جوانب أداء العمل الوظيفي المختلفة.
وفي حين أجمع المشاركون على الآثار الإيجابية الكبيرة لوسائل التواصل الاجتماعي كمنجز حضاري، أكدوا في الوقت نفسه على أهمية تظافر الجهود بالنصح والإرشاد ورفع الوعي بسبل استخدامها والاستفادة منها، حتى تحقق هذه الوسائل دورها المناسب وبشكل إيجابي، سواء من خلال الرقابة الذاتية أو الرقابة الأسرية وتكامل الدور التوعوي في ذلك بين البيت والمدرسة ووسائل الإعلام.